الإشارات النبوية فى علوم اللغة العربية

الإشارات النبوية فى علوم اللغة العربية

المقدمة

في بيان الكلام شرطه النيّة، ولا يعد كلامًا ما يقوله النائم والساهي، وأن تعلُّم العربية يجب أن تُصحح فيه النية بالتقرب إلى الله. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). رواه الشيخان واللفظ لمسلم .
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليمين على نية المستحلف). رواه مسلم" ".
في التحذير من أن يتعلم المسلم الكلام ليزوِّر به الحقيقة ويخدع بها الناس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال - أو الناس - لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا). رواه أبو داود والبيهقي" ".
في بيان من معجزات النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم المعجزة اللغوية في اللغة العربية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بُعثت بجوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوُضعت في يدي). قال أبو عبد الله: "وبلغني أن جوامع الكلم: أن الله يجمع الأمور الكثيرة، التي كانت تُكتب في الكتب قبله، في الأمر الواحد، والأمرين، أو نحو ذلك). رواه الشيخان" ".

وفي رواية عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه! قال:
(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا كالمودع، فقال: أنا محمد النبي الأُمي قاله ثلاث مرات. ولا نبي بعدي، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه)" ".
وخرج أبو يعلى من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي اختصارًا)" ".
في بيان أن الفصاحة لا تتوقف على اختيار الكلمة وتركيب الكلام فقط بل على حسن الأداء أيضًا
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرد الكلام كسردكم هذا، كان كلامه فصلًا بينًا، يحفظه كل من سمعه). رواه النسائي" ".
وفي رواية: عن عروة بن الزبير قال: (جلس رجل بفناء حجرة عائشة، فجعل يتحدث، قال: فقالت عائشة: "لولا أني كنت أسبح لقلت له ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم، إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلًا، تفهمه القلوب)" ".في بيان التنبيه النبوي الكريم على الفروق الدلالية بين الألفاظ
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقولن أحدكم: زرعت، وكن ليقل: حرثت، قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)}). رواه ابن حبان والطبراني وأبو نعيم والبيهقي" ".

وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقولن أحدكم الكرم فإن الكرم الرجل المسلم ولكن قولوا حدائق الأعناب). رواه أبو داود والنسائي والبيهقي" ".

في بيان التنبيه النبوي العظيم على الخطأ اللغوي

عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان). رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي" ".
وعند الحاكم: (عن قُتيلة بنت صيفي، امرأة من جهينة قالت: إن حبرًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنكم تشركون. تقولن ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا ما شاء الله ثم شئت وقولوا ورب الكعبة" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه)" ".في بيان أن الجاهل بالعربية يستحق التنبيه بلطف وأنه يعلم الصواب إن كان جاهلًا

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا قرأ فلحن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرشدوا أخاكم).
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يُخرجاه" وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح" ".
في جواز تعزير المخطيء في اللغة من ولي الأمر، ويبدأ من التوبيخ وإغلاظ القول له

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه (أن رجلًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما، فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله). رواه مسلم" ".

وفي رواية الشافعي وأبي داود: (اسكت، فبئس الخطيب أنت)" ".
وفي رواية أخرى لأبي داود: قال: (قم – أو اذهب – بئس الخطيب أنت)" ".
في ذم البيان ومدح العِي
عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق).
رواه أحمد والترمذي والحاكم (وعلق الذهبي بصحيح) والبيهقي" ".في مدح البيان وأثره العظيم على نفس السامع
عن واصل بن حيان فال: (قال أبو وائل: خطبنا عمار، فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا). رواه مسلم" "
فصل الإيجاز في الكلام وأنه خير من الإطالة
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: "قال يومًا – وقام رجل فأكثر القول -: لو قصد في قوله لكان خيرًا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد رأيت – أو أُمِرت – أن أتجوز في القول، فإن الجواز هو خير). رواه أبو داود والبيهقي


في بيان جواز تكرار الكلام في مقام التعليم والتفهيم
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان إذا تكلم أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم، سلم عليهم ثلاثًا). رواه البخاري" ".

في بيان النهي عن التشدق والتكلف في الكلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شرار أُمتى الثرثارون، المُشدقون، والمتفيهقون، وخيار أُمتي أحاسنهم أخلاقًا). رواه البخاري في الأدب المفرد" ".
وعند ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن حبان عن أبي ثعلبة الخُشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحبكم إليَّ، وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقًا، الثرثارون، المتفيهقون المتشدقون)" ".
في بيان ذم هيئة التصنع في أداء الكلام
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عزوجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها). رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والطبراني" ".
في بيان أن الكلام يكون عند الحاجة، ولا بأس بالتشدق إن صاحبه احتياط واحتراز
وفي حديث هند بن أبي هالة رضي الله عنه (قلت: صف لي منطقه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير). رواه الترمذي وأبو نعيم، والبيهقي، والهيثمي" ".
في بيان تحريم الشعر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يمتليء جوف الرجل قُيحًا يريه خير من أن يمتليء شعرًا). رواه الشيخان، واللفظ لمسلم" ".
وفي رواية أخرى لمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال(بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان لأن يمتلىء جوف رجل قيحاً خيرٌ له من أن يمتلىء شعراً ).
في بيان مدح الشعر
عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من الشعر حكمة). رواه البخاري .
وفي رواية، عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الشعر حُكمًا) .
وفي رواية: عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الشعر حِكمًا) .

في بيان الاستماع إلى طوال قصائد الشعر الجاهلي واستحسان معانيه

عن عمرو بن الشريد، عن أبيه رضي الله عنه قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: (هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟" قلت: نعم، قال: "هيه" فأنشدته بيتًا، فقال: "هيه" ثم أنشدته بيتًا، فقال: "هيه" حتى أنشدته مائة بيت). رواه مسلم .
في بيان منع إنشاد الشعر في المسجد
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه قال: (نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُستقاد في المسجد، وأن تُنشد فيه الأشعار، وأن تُقام فيه الحدود). رواه أبو داود والبيهقي .
وفي رواية عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تُنشد فيه الأشعار، وأن تُنشد فيه الضالة، وعن الحِلٌ يوم الجمعة، قبل الصلاة
في جواز الاستماع إلى الشعر في المسجد
عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: (مرعمر في المسجد وحسان يُنشد فقال: كنت أُنشد فيه، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟" قال: نعم). رواه البخاري .
وفي رواية عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد، فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) . في بيان أن الشعر نوعان: حسن وقبيح
عن عبيد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام). رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني .
النهي عن السجع، وهو الكلام المقفى
عن عائشة أنها قالت للسائب: (إياك والسجع فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يسجعون). رواه أبو يعلي .
وعن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه رضي الله عنه قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم بعض القوم بكلام فيه شبه الرجز، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا سلمة) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه "لما قضى رسول الله في امرأة قُتلت وما في بطنها فاعترض حمل بن النابغة الهذلي وقال: يا رسول الله، كيف يغرم من لا شرب ولا أكل، ونطق ولا استهل، فمثل ذلك باطل!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع). رواه الشيخان واللفظ لمسلم .
وفي رواية أخرى لمسلم: (أسجع كسجع الأعراب) .

في جواز السجع عند عدم التكلف
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: "يا أبا عُمير، ما فعل النغير". رواه البخاري .
في تسمية حرف الهجاء حرفاً مجازاً، وإثبات مصطلح"حرف" للدلالة علي واحد حروف التهجي.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم): مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألف لام ميم حرف، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ) . رواه الترمذي
وفي رواية البهيقي عن عوف بن مالك الأشجعي، أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن كتب الله له حسنة لا أقول: بسم، ولكن باء وسين وميم، ولا أقول: (ألم)، ولكن الألف واللام والميم)
في بيان دلالة الاسم على المسمى
عن ابن المسيب، عن أبيه رضي الله عنه (أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما اسمك"؟ قال: حَزن، قال: "أنت سهل"، قال: لا أغير اسمًا سمانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد). رواه البخاري .
وفي رواية أبي داود رحمه الله: (قال له: "ما اسمك؟" قال: حزن، قال: "أنت سهل" قال: لا، السهل يُوطأ ويُمتهن، قال سعيد: فظننت أنه سيصيبنا بعده حُزونه) .
في بيان أن التنشئة سبب ظاهر في إتقان العربية أو الجهل بها
عن ابن أبي عتيق رضي الله عنه قال: (تحدثت أنا والقاسم، عند عائشة رضي الله عنها، حديثًا وكان القاسم رجلًا لحانة – وكان لأم ولد – فقالت له عائشة: ما لك لا تحدث كما يتحدث ابن أخي هذا، أما إني قد علمت من أين أتيت، هذا أدبته أمه، وأنت أدبتك أمك، قال: فغضب القاسم وأضب عليها، فلما رأى مائدة عائشة رضي الله عنها، قد أُتي بها قام، قالت: أين؟ قال: أُصلي، قالت: اجلس، قال: إني أُصلي، قالت اجلس غُدر، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يُدافعه الأخبثان). رواه مسلم
في بيان جواز الترجمة عن اللغات الأخرى
عن علي رضي الله عنه قال: (لما وُلد الحسن سميته حربًا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قُلنا: حربًا، قال: بل هو حسن، فلما وُلد الحسين فذكر مثله وقال: بل هو حسين، فلما ولد محسن فذكر مثله وقال: بل هو محسن، ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون، شبر وشُبير ومُشبر). رواه أحمد وابن حبان والطبراني والحاكم، وقال الذهبي صحيح .

في بيان جواز تعلم اللغات الأخرى

عن زيد بن ثابت رضي اله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه، وأقرأته كتبهم، إذا كتبوا إليه). رواه البخاري .
وفي رواية أبي داود: قال زيد بن ثابت: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: "إني والله ما آمن يهود على كتابي" فتعلمته، فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إذا كتب، وأقرأ له إذا كُتب إليه) .
وفي رواية الترمذي: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كلمات من كتاب يهود قال: إني والله ما آمن يهود على كتاب قال: فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلي يهود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم) .
في بيان جواز التكلم بمفردات اللغات الأخرى مع العربية للضرورة أو كانت المفردة ذائعة في الاستعمال.
عن أم خالد بنت خالد رضي الله عنها: (قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء، قال: "من ترون نكسوها هذه الخميصة؟" فأُسكت القوم، قال: "ائتوني بأم خالد" فأُتيّ بي النبي صلى الله عليه وسلم فألبسنيها بيده، وقال: "أبلي وأخلقي" مرتين، فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إليّ ويقول: "يا أم خالد هذا سنا ويا أم خالد هذا سنا" والسنا بلسان الحبشية الحسن قال إسحاق: حدثتني امرأة من أهلي: أنها رأته على أم خالد والسنا بالحبشية: الحسن؟. رواه البخاري .
وفي رواية أخرى له: عن أم خالد بنت خالد، قالت: (قدمت من أرض الحبشة، وأنا جويرية، فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها أعلام، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الأعلام بيده ويقول "سناه سناه". قال الحميدي: "يعني حسن، حسن) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعًا من شعير، فتعال أنت ونفر، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سورًا، فحيّ هلا بكم). رواه البخاري .
في جواز استعمال العربية وغيرها في الر قية شرط دلالات الألفاظ
وعن زيد بن عبدالله قال: (عرضنا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم رقية من الحمة فأذن لنا فيها وقال: "إنما هي مواثيق" والرقية: باسم الله شجة قرنية ملحة بحر).
رواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده حسن
وفي راوية الحكيم الترمذي عن جابر رضي الله عنه ! (كان بالمدينة رجل يكني أبا مذكر يرقي من العقرب ينفع الله بها، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم، يا أبا مذكر ما رقيتك هذه أعرضها علي فقال أبو مذكر: شجة قرنية ملحة بحر قغطي فقال عليه السلام: لا بأس بها إنما هي مواثيق أخذها سليمان بن داود عليه السلام علي الهوام وهذه لغة حمير)
في بيان أن المبالغة في تقصي علم العربية والتوغل فيه دون الحاجة منهي عنه
عن عطاء قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا، وتعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله ثم انتهوا، وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا).
رواه البهيقي في بيان أن الاشتقاق اللغوي منصوص عليه بمصطلحه في الحديث النبوي

عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل : أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي اسماً، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته).
رواه أحمد والبخاري وأبو داود وابن حبان والطبراني
في بيان حقيقة تعدد الألفاظ للمعني الواحد وأنه موجود في العربية
عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل عليه السلام علي حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني حتي انتهي إلي سبعة أحرف" قال ابن شهاب: "بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً، لا يختلف في حلال ولا حرام) .رواه مسلم
وفي رواية عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه: (أن جبريل قال للنبي صلي الله عليه وسلم : اقرأ القرآن علي حرف، فقال له ميكائيل : استزده، فقال: حرفين، ثم قال: استزده، حتي بلغ سبعة أحرف كلها كاف كقولك: هلم وتعال، ما لم يختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب برحمة)
في بيان حكم المد وعدم قصر الممدود وأنه لحن
عن قتادة رضي الله عنه ! قال: (سألت أنس بن مالك ، عن قراءة النبي صلي الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا).
رواه البخاري
وفي راوية عن مسعود بن يزيد الكندي قال: (كان ابن مسعود يقرئ رجلاً، فقرأ الرجل: "(إنما الصدقات للفقراء والمساكين)" مرسلة. فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلي الله عليه وسلم، قال : كيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن؟ قال: أقرأنيها: "(إنما الصدقات للفقراء والمساكين) فمددها".في بيان جواز تعليم المرأة الكتابة العربية
عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، أن الشفاء ابنة عبدالله رضي الله عنها، قالت: (دخل علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا قاعدة عند حفصة بنت عمر فقال: "ما يمنعك أن تعلمي هذه رُقية النملة كما علمتيها الكتابة")
رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والطبراني والبهيقي
وعن عائشة بنت طلحة قالت: (قلت لعائشة – وأنا في حجرها – وكان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابونني لمكاني منها، وكان الشباب يتأخوني فيهدون إلي ويكتبون إلي من الأمصار، فأقول لعائشة : يا خالة، هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشة: أي بنية فأجيبي وأثيبيه، فإن لم يكن عندك ثواب أعطيتك، فقالت : فتعطيني).
رواه البخاري .







في بيان أن البلاغة في الكلام
وسيلة من وسائل الانتصار علي الخصم
وهي محمودة في الحق مذمومة في الباطل
عن أم سلمة ، زوج النبي صلي الله عليه وسلم ، أن الرسول صلي الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته، فخرج إليهم ، فقال: "إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق، فأقضي له، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليحملها أو يذرها".
رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم
وفي رواية أخري بلفظ (ألحن) بدل (أبلغ) : (إنكم تختصمون إلي ، وإنما أنا بشر، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي بينكم علي نحو مما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها أسطاماً في عنقه يوم القيامة).
رواه ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجه والترمذي وقال: (حسن صحيح) ، و النسائي



في بيان أن إسماعيل عليه السلام أخذ العربية من قبيلة جرهم
لما نزلوا في أسفل مكة وجاوروا هاجر أم إسماعيل .
قال ابن عباس رضي الله عنه !قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فألفي ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس، فنزلوا، وأرسلوا إلي أهليهم، فنزلوا معهم، حتي إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام، وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك؛ زوجوه امرأة منهم).
رواه البخاري .
وفي رواية أن أول من أبان في العربية إسماعيل عليه السلام فعن علي رضي الله عنه ! قال: ( أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل). رواه الزبير بن بكار بإسناد حسن ، وفي رواية عن أبي ذر مرفوعاً : (أنه أول من كتب بالعربية).




في بيان طلب التيسير في اللغة، والأخذ بالتوسعة وتصحيح الكلام ما أمكن
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (لقي رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل عليه السلام ! فقال : يا جبريل، إني بعثت إلي أمة أميين: منهم العجوز ، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط. قال : يا محمد ، إن القرآن أنزل علي سبعة أحرف).
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح













في بيان منزلة التأويل
"وهو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلي ما يحتاج إلي دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ " "
عن سعيد بن جبير ، أنه سمع ابن عباس، يقول: (وضع رسول الله صلي الله عليه وسلم يده بين كتفي- أو قال: على منكبي- فقال "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل).
رواه أحمد وابن حبان والطبراني والحاكم .













في بيان أن العرب تتفاوت لغاتها في أحيائها
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: (لما نزلت: "حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" قال له عدي بن حاتم: يا رسول الله، إني أجعل تحت وسادتي عقالين: عقالاً أبيض وعقالاً أسود، أعرف الليل من النهار ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن وسادتك لعريض، إنما هو سواد الليل، وبياض النهار").
رواه الشيخان واللفظ لمسلم .












في مناقب العربية وأن الكتاب والسنة كانا بلسانها
عن عطاء، أن صفوان بن يعلي بن أمية ( أخبره أن يعلي كان يقول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليتني أري نبي الله صلي الله عليه وسلم حين ينزل عليه، فلما كان النبي صلي الله عليه وسلم بالجعرانة، وعلي النبي صلي الله عليه وسلم ثوب قد أظل به عليه، معه ناس من الصحابة، فيهم عمر، إذا جاءه رجل عليه جبة صوف، متضمخ بطيب، فقال : يا رسول الله ، كيف تري في رجل أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ فنظر إليه النبي صلي الله عليه وسلم ساعة، ثم سكت، فجاءه الوحي ، فأشار عمر بيديه إلي يعلى بن أمية: تعال، فجاء يعلى، فأدخل رأسه، فإذا النبي صلي الله عليه وسلم محمر الوجه، يغط ساعة، ثم سري عنه، فقال: "أين الذي سألني عن العمرة آنفاً؟" فالتمس الرجل ، فجئ به، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك، ما تصنع في حجك).
رواه الشيخان


في حب العربية وتعظيمها
عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
(أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي).
رواه الطبراني والحاكم وقال: حديث صحيح ، والحافظ السيوطي ورمز له بالصحة .
وقال الحافظ السلفي : هذا حديث حسن . وقيل أراد حسن متنه لا إسناده ، وضعفه بعضهم وقيل موضوع
وقال الحافظ العجلوني (1162ه): وقد وردت أخبار كثيرة في حب العرب يصير الحديث بمجموعها حسناً، وقد أفردها بالتأليف جماعة منهم الحافظ العراقي.