العربية تحفظ الدين، وتصون أحكامه، وتبين معني خطابه، وتفسر مراد الله سبحانه! في كتابه، ومراد نبيه صلي الله عليه وسلم في سنته، وتدفع من يقبلون عليهما بغير فهم قواعدهما المقيدة في فهم النصوص، وتصفهم بالجهل المركب، وبالسباحة في البحر اللجي من غير يدين، فلا يبني علي قولهم رأي، ولا علي تأويلاتهم حكم، ولهذا كان من مقاصد العربية: حفظ أحكام الإسلام وخطابه.
كما أن العناية بالعربية وفهم قواعدها تعين علي فهم أسباب أسرار الإعجاز الإلهي، فتزيد في التعلق بالدين والذود عنه، جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه!: (تعلموا اللحن والفرائض فإنه من دينكم). وذكر الشاطبي (790هـ) رحمه الله! أن عمل النحويين في اللغة"هو من جملة حفظ الشريعة والاحتياط لها"
أن مقامك في فهم العربية هو مقامك في فهم الشريعة قال: "الشريعة عربية، وإذا كانت عربية فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئَا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة أو متوسطاَ؛ فهو متوسط في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهي إلي درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة" .